المجتمععام

بعد أمطار الخير السابقة هل تنقذ أمطار مارس زراعة الحبوب في المغرب؟

دبريس

بعثت التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة المسجلة بمختلف مناطق المملكة الأمل في نفوس الفلاحين، باعتبارها تلعب دورا حاسما في إنجاح الموسم الفلاحي، لكن إلى أي مدى يمكن أن تساهم هذه التساقطات في إنقاذ زراعة الحبوب؟.

وفي هذا الصدد، أفاد الفاطمي بوكريزية، الكاتب العام للجمعية المغربية للتنمية الفلاحية في جهة الدار البيضاء ـ سطات، أن التساقطات المطرية الأخيرة لها تأثير إيجابي على تحسين وضعية زراعة الحبوب الخريفية (القمح، القمح الصلب، الشعير…)، لكن مستوى التأثير قد يختلف حسب خصوصية كل منطقة.

وأفاد بوكريزية، في تصريح للأولى أن المناطق التي ستعرف موسما زراعيا ناجحا، وإنتاجا جيدا للحبوب، هي المناطق التي شهدت تساقطات مطرية منتظمة منذ شهري دجنبر ويناير، ما يوفر قاعدة جيدة لنمو المزروعات، ويتعلق الأمر بالمناطق الشمالية والشرقية ومنطقة الغرب، موضحا أن التساقطات الأخيرة عززت هذا النمو، إذ عملت على تزويد التربة برطوبة إضافية ضرورية في هذه المرحلة المتقدمة من دورة الإنتاج.

بينما يتوقع بوكريزية، أن تشهد منطقة الشاوية صعوبات على مستوى إنتاج الحبوب، موضحا أن المنطقة لم تشهد تساقطات مطرية مهمة في بداية الموسم الزراعي، والتساقطات الأخيرة جاءت متأخرة، مما يجعل تأثيرها على إنتاج الحبوب محدودا، باستثناء مساهمتها في تكثيف الغطاء النباتي الرعوي، وفي إنقاذ المزروعات الربيعية القائمة، وتحسين ظروف نمو الأشجار المثمرة.

من جهته، أفاد محمد الإبراهيمي، عضو الجمعية المغربية لمكثري الحبوب، وهو فلاح بمنطقة برشيد، أن الفلاحين بالمنطقة باشروا عملية معالجة التربة، استعدادا لموسم حصاد قد يكون متوسطًا على الأقل، مفسرا: “هناك نوعان من الحبوب؛ الأولى تتطلب 105أيام والثانية 75يوما، الأولى سيكون محصولها وفيرا، إذ استفادت من الأمطار الأخيرة، بينما الأولى قد توجه في أسوأ الحالات إلى الماشية مما سيقلص من مصاريف الفلاحين”.

في المقابل، أشار الإبراهيمي، أن المناطق التي بدأت تعرف ارتفاعا في درجات الحرارة، مثل الرحامنة، قد تواجه صعوبة في تحقيق إنتاج جيد للحبوب، بالرجوع إلى اضطراب دورة نمو المحاصيل، ما قد يؤثر على المردودية النهائية.

كما يؤكد الإبراهيمي أن محاصيل الحبوب ستكون جيدة في وسط وغرب وشمال المغرب، وباعتبار أن بارومتر الموسم هو الحبوب، فيتوقع أن تكون الزراعات الربيعية جيدة، موضحا أن الأمر يعتمد على استمرار التساقطات وانتظامها لأيام متواصلة، بما يغذي المزروعات وينعش الآبار، والفرشة المائية، وحقينة السدود.

وبلغة الأرقام، أنعشت الأمطار حقينة السدود، التي سجلت نسبة ملء تصل إلى 35,30 في المائة، لتستقر عند 5,94 مليار متر مكعب، مقابل 29,4 مليار متر مكعب في الفترة نفسها من العام الماضي، حيث كانت نسبة ملء السدود عند 66,26 في المائة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى