المجتمععام

جهود حثيثة للنهوض بوضعية المرأة القروية بإقليم سطات

دبريس

تبذل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على مستوى إقليم سطات، جهودا حثيثة للنهوض بوضعية المرأة بشكل عام والمرأة القروية على وجه الخصوص، وذلك في إطار برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة الذي يندرج ضمن المرحلة الثالثة من المبادرة.

وقد تعززت هذه المكانة عبر وضع برامج جديدة تستهدف هذه الفئة، في مقدمتها البرنامج الرابع (الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة)، الذي يولي أهمية خاصة لصحة الأم والطفل بالعالم القروي، وذلك بتمويل مشاريع تستهدف المرأة القروية.

ويشكل تخليد اليوم العالمي للمرأة القروية (15 أكتوبر)، مناسبة لتسليط الضوء على المجهودات التي تبذلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل دعم وتعزيز المكانة التي تحظى بها المرأة القروية داخل المجتمع.

وفي هذا الصدد، تعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تحسين ظروف عيش هذه الفئة، عبر تسطير مجموعة من البرامج خاصة في ما يهم الجانب الصحي للمرأة والطفل، مثل إحداث دور الأمومة التي ساهمت بشكل كبير في الحد من وفيات الأمهات عند الوضع، وكذا الأطفال حديثي الولادة.

كما قامت المبادرة، بمعية شركائها، ببناء وتجهيز دور الطالبة التي توفر فضاءات ملائمة لتحسين ظروف تمدرس الفتيات و محاربة الهدر المدرسي، علاوة على إحداث مراكز للتربية والتكوين النسوي التي توفر تكوينات في مجموعة من المهن التي من شأنها المساهمة في تحسين وضعيتهن الاقتصادية والاجتماعية.

وفي هذا السياق، أكدت فاطمة الزهراء بوزيان، الإطار بقسم العمل الاجتماعي التابع لعمالة إقليم سطات، أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية قررت هذه السنة تنظيم لقاء تواصلي احتفاء باليوم العالمي للمرأة القروية، وذلك للوقوف على الإنجازات و الأدوار البارزة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صعيد الإقليم.

وأوضحت أن المبادرة جعلت المرأة القروية في صلب اهتماماتها، وذلك من خلال إنجاز مجموعة من المشاريع التي تهم صحة الأم والطفل وتوفير سيارات للإسعاف، بالإضافة إلى تحسين ظروف تمدرس الفتاة القروية عبر إحداث دور الطالبة وتوفير حافلات النقل المدرسي.

وبخصوص التمكين الإقتصادي لهذه الفئة، تضيف المسؤولة، فقد عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على إحداث مراكز للتربية والتكوين النسوي والتي تمكن الفتيات والنساء القاطنات في العالم القروي من اكتساب مهارات حرفية ومهنية تساعدهن على تحسين أوضاعهن الاجتماعية على المستويين المعيشي والاقتصادي.

وشكل الاحتفاء بالمرأة القروية فرصة لتبادل التجارب والخبرات بين نساء قرويات استفدن من مشاريع مدرة للدخل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا التحسيس بضرورة التوجه إلى منصات الشباب المحدثة بكل من سطات والبروج، للاستفادة من التوجيه والمواكبة في مجال إحداث المشاريع.

وفي هذا السياق، تقول سلمى (19 سنة)، إحدى المستفيدات من خدمات مركز التربية والتكوين النسوي بجماعة رأس العين، إنها اختارت الالتحاق بهذه المؤسسة كونها الوحيدة بتراب الجماعة التي تقدم تكوينات مهنية لفائدة النساء في مجالات متعددة، مثل الخياطة والطرز التقليدي والعصري.

وأضافت أن اختيارها لتخصص الخياطة والفصالة يأتي من تطلعها نحو تحقيق طموحها المتعلق بإنشاء مشروعها الخاص بعد فترة التكوين، وهو ما سيمكّنها من تحسين ظروفها المادية والمعيشية.

وعن المشاريع التي أحدثتها المبادرة لفائدة النساء القرويات بهذه المنطقة، أكدت سلمى أن هذه المشاريع التنموية ساهمت بشكل كبير في تحسين الظروف الاجتماعية لعدد من الأسر، بالنظر لمساهمتها في تخفيف عناء التنقل إلى المدن التي تتوفر على هذه الخدمات.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه النساء القرويات، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعمل على تحسين أوضاعهن، من خلال تعزيز الولوج إلى التعليم، وتوفير خدمات صحية أفضل، ودعم المبادرات الاقتصادية التي من شأنها تحسين حياة المرأة القروية، وتمكينها من الاضطلاع بدور فعال في تنمية مجتمعها.

إن الاستثمار في المرأة القروية لا يعد فقط ضرورة اجتماعية، بل يشكل أيضا رافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف جهات المملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى