الدبلوماسية البرلمانيةعام

انعقاد الدورة الـ26 لمنتدى “الفوبريل” بالرباط، يؤكد انخراط المغرب في تكريس التعاون جنوب –جنوب

دبريس

أكد رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، أن انعقاد أشغال الدورة الاستثنائية الـ26 لمنتدى رؤساء ورئيسات المؤسسات التشريعية في أمريكا الوسطى وحوض الكاراييب والمكسيك “الفوبريل” ، بالعاصمة بالرباط، هو تأكيد على حرص المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الانخراط في تكريس التعاون جنوب – جنوب، ودعم الاندماج الجهوي والبين جهوي،سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.

وقال السيد الطالبي العلمي في كلمة له في افتتاح أشغال هذه الدورة، إن التوجه الحكيم لجلالة الملك ، جعل من التعاون بين دول الجنوب مقتضى دستوريا، وثابتا من الثوابت الدبلوماسية للمغرب، ورافعة لسياستِه الخارجية، في إطار رؤية استراتيجية شاملة، تقوم على تعزيز السلام والأمن والاستقرار، وتحقيق التنمية الاقتصادية.

وسجل في هذا السياق، أن توقيع الإعلان التأسيسي للمنتدى البرلماني لإفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاراييب (أفرولاك)،”يَعكسُ بعضًا من هذا الانخراط والإرادة، من أجل إسماع صوتِ شعوب إفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية والكاراييب،حول قضايا السلام والأمن، والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة، والحكامة، وسيادة القانون، واحترام حقوق الانسان”.

كما يمثل انضمام منتدى الفوبريل لمنتدى (أفرولاك) ، يضيف السيد الطالبي العلمي، تجسيدا للتعاون بين المؤسسات البرلمانية الدولية لدول الجنوب، وإسهاما ملموسا في تبادل الخبرات والتجارب وتعزيز التشاور والتفاهم للدفاع عن القضايا العادلة لشعوبنا.

وتوقف رئيس مجلس النواب في هذا الإطار، عند تداعيات جائحة كوفيد-19 التي لا زالت دول الجنوب تكابدها، خاصة في ما يتعلق بجانب التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى التأخير الذي طال إنجاز عدد من المشاريع والأوراش الكبرى وركود الاقتصاد العالمي، بسبب إغلاق الحدود البحرية والجوية والبرية بين الدول.

واعتبر أن الآثار الاقتصادية للجائحة التي قد تصبح طويلة الأمد في بعض البلدان النامية، تحتم على الجميع تكثيف جهود التعاون لتجاوزها وإعادة رسم الأولويات، مؤكدا أن الجائحة “قدمت لنا دروسا لا يمكننا تجاهلها. ولعل أكبر درس تأكَّدَ للجميع هو وحدة مصير البشرية، سواء تعلق الأمر بنجاحها وازدهارها، أو بفشلها واندحارها”.

وسجل أن التعاون جنوب – جنوب يعتبر في الفترة الراهنة من أهم الآليات لتجاوز المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى توفر منطقة أمريكا الوسطى وحوض الكاراييب من جهة، والقارة الإفريقية من جهة أخرى، على المؤهلات الضرورية لضمان الإقلاع الاقتصادي،لِمَا تزخران به من عنصر بشري شاب ونشيط وموارد طاقية نفطيةومتجددة، ومعادن وثروات زراعية ومائية وسمكية وحيوانية كبيرة ومتنوعة.

وأعرب السيد الطالبي العلمي عن قناعته بأهمية العمل البرلماني، في إطار المنظومة الدولية، في تحقيق مشروع التعاون جنوب – جنوب بين ضفتي الأطلسي، “لما تضطلع به الدبلوماسية البرلمانية من أدوار في توحيد الجهود،وتنسيق المواقف،وخلق المبادرات، وتطوير الآليات التنظيمية،وذلك من أجل مقاربة مختلف الإشكاليات ذات الصلة بالأهداف المشتركة”.

وقال، إن مثل هذه التظاهرة البرلمانية، التي تستضيفها العاصمة الرباط، من شأنها أن تمهد لحوار سياسي عميق وشامل، وتواكب التعاون الدبلوماسي، بهدف بلورة مسارات العمل المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأكاديمية والثقافية.

وشدد على أن الضرورة الملحّة اليوم لتطوير دبلوماسية برلمانية ناجعة، قادرة ليس فقط على إيجاد حلول للتحديات الراهنة، وإنما على تطوير الشراكة واستشراف آفاق أرحب للتعاون المتعدد الأطراف، وبهذا يصبح عملنا البرلماني قاطرة لتعزيز التعاون جنوب – جنوب، ويضطلع بدوره في تحقيق التنمية الاقتصادية لبلداننا وخدمة قضايا شعوبنا.

وخلص السيد الطالبي العلمي إلى القول،إن البرلمان المغربي بمجلسيه، وجميع المؤسسات بالمملكة،حَظُوا باعتراف المنتظم الدولي بدورهم الريادي في تعزيز التعاون جنوب – جنوب في جميع المجالات و على كافة المستويات، “وذلك لما تستحضره المملكة المغربيةمن روابط تاريخية وقيم وقواسم مشتركة تجمع بين شعوب الدول النامية عموما، وشعوب وبلدان إفريقيا وأمريكا الوسطى بشكل أخص”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى