المهرجان الوطني للفيلم بطنجة من المهد الحاضن إلى قصر الأحلام
دبريس
أقدم المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، المحج السينمائي البارز لعشاق الفن السابع، على امتداد سنوات طويلة، على تغيير بليغ في المشهد. فقد نقل رحاله من سينما روكسي، المهد التاريخي الحاضن لمريدي السينما، ليستقر في فضاء جديد: قصر الفنون والثقافة.
وقد جاءت الدورة الـ24 للمهرجان لتؤكد بهذا الاختيار الجريء على إرادة ناجزة في منح الجمهور تجربة سينماتوغرافية أكثر غنى واندماجا. ذلك أن الموقع الجديد، الجوهرة الهندسية الممتدة على 24 ألف متر مربع، يتوفر على بنيات أساسية حديثة وفسيحة، مؤهلة لاستقبال جمهور أكثر تعددا وتنوعا.
وتتيح القاعة الرئيسة، بطاقة 1300 مقعد، برمجة عروض فخمة، بينما توفر القاعتان الملحقتان، بتعداد 200 مقعد لكل منهما، أجواء أكثر حميمية في تلقي الفن السينمائي.
أكثر من مجرد مجمع سينمائي، يقترح قصر الفنون والثقافة فضاء حياة نابضا. وهو يحتضن أربعة أجنحة مخصصة للإبداع الفني، رواقين فنيين، استوديو تسجيل وفضاءات للأطفال.
وبات في وسع جمهور المهرجان وضيوفه الاستفادة من برمجة متنوعة تجمع بين عروض الأفلام والورشات والمعارض واللقاءات مع مهنيي الفن السابع، بما يطبع مرحلة جديدة من تاريخ المهرجان الرامي الى استكشاف آفاق جديدة لاجتذاب جمهور أوسع.
ويقول رشيد أمحجور، مدير قصر الفنون والثقافة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تنظيم المهرجان الوطني للفيلم في هذا الفضاء الباذخ، الذي فتح أبوابه في 30 أبريل الماضي، يندرج في إطار البرمجة التي اعتمدتها الإدارة من أجل الترويج وتثمين الفنون والثقافة المغربية.
وأوضح أن القصر الفخم يتموقع كفضاء مفتوح أمام الأنشطة الفنية الوطنية والدولية قصد تشجيع التبادل الثقافي، مضيفا أن هذا الانفتاح يعكس الالتزام بالنهوض بمختلف التعبيرات الفنية وإثراء التراث الثقافي المشترك.
وأشار السيد أمحجور الى أنه فضلا عن مختلف الفضاءات وقاعات المعارض والعرض، يحتوي القصر على ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة وأخرى للمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما وملحقة للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.
وتتواصل فعاليات الدورة الـ 24 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، التي ينظمها المركز السينمائي المغربي، بعرض مجموعة من الأفلام في إطار المسابقات الرسمية للفيلم القصير والفيلم الروائي الطويل، ومسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، ومسابقة أفلام المدارس ومعاهد السينما، إضافة إلى عروض أفلام “بانوراما” الفيلم المغربي.
وعلى هامش العروض، يقترح المهرجان موائد مستديرة تتناول مواضيع هامة من قبيل “كتابة السيناريو لأفلام الأطفال”، “الذكاء الاصطناعي ومستقبل السينما”، “تمويل الصناعة السينمائية” و”سينما التحريك بالمغرب: مسالك الاعتراف”.