دبريس
احتضن السجن المحلي بخريبكة، الجمعة 17 ماي 2024، الدورة الخامسة للمهرجان الثقافي لفائدة السجناء الأفارقة، والتي نظمت في إطار فعاليات الدورة الـ24 من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بالمدينة، وتميزت بعرض الفليم الوثائقي “المغرب وحركات التحرر الإفريقية”، لمخرجه حسن البهروتي، وذلك لفائدة النزلاء المشاركين.
ويأتي اختيار شريط “المغرب وحركات التحرر الإفريقية”، لتسليط الضوء على البعد الإفريقي للمملكة، وتأكيد مساهمة المغرب التاريخية، في عهد المغفور لهما الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني، في دعم نضالات البلدان الإفريقية ضد الاستعمار، في جو من التشارك والتضامن الإفريقي.
وكرست هذه التظاهرة الثقافية، التي نظمت بشراكة مع مؤسسة المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، تحت شعار “الثقافة السينمائية الإفريقية كأداة لمحو الصورة النمطية حول السجناء الأفارقة”، الأبعاد التي تتبناها المندوبية، والرامية إلى أنسنة فضاءات الاعتقال، وتمكين نزلاء ونزيلات المؤسسات السجنية عموما، من تظاهرات فنية وثقاقية تعزز سبل اندماجهم.
واستفاد من دورة هذه السنة ما مجموعه 100 نزيل ونزيلة من مختلف المؤسسات السجنية بالمملكة، ويتحدرون من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، بغرض حسن استثمار مدة محكوميتهم في المؤسسات السجنية.
وقال رئيس قسم التأهيل التربوي والعمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بنعيسى بناصر، إن المندوبية دأبت على تنظيم المهرجان الثقافي لفائدة السجناء الأفارقة كل سنة، مبرزا أن المهرجان الذي بلغ دورته الخامسة يستهدف 100 نزيل إفريقي من جنوب الصحراء.
وأكد بناصر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تم بهذه المناسبة عرض الفليم الوثائقي “المغرب وحركات التحرر الإفريقية”، والذي شكل مناسبة للتعريف بالأدوار الطلائعية التي قام بها المغرب، في سبيل نيل عدد من البلدان الإفريقية لاستقلالها، لافتا إلى أن هذه التظاهرة تعد فرصة للسجناء الأفارقة للتواصل مع فاعلين سينمائيين أفارقة، ومناقشة آخر الإصدارات السينمائية والتفاعل بشأنها.
وأوضح أن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج تروم من وراء المهرجان الثقافي لفائدة السجناء الأفارقة، أنسنة ظروف الاعتقال، وتفريد البرامج التأهيلية الموجهة أساسا لفائدة السجناء الأفارقة، مستشهدا ببرامج من قبيل تعليم الدارجة، والثقافة المغربية، بما يساعد على حسن استثمار وقت النزلاء، وتيسير ظروف إدماجهم.
بدوره نوه عبد العزيز ثلاث، عن مؤسسة المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، بهذه الشراكة التي تجمع المؤسسة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج.
وكشف، في تصريح مماثل، أن غاياتها تروم تنظيم تظاهرات سينمائية وفنية بفضاءات الاعتقال، بما يعود بالنفع على النزلاء والنزيلات، مسجلا أن المهرجان يروم إعطاء زخم للسينما الإفريقية ويشكل فرصة لإبراز الأفلام الإفريقية.
من جهتهم، أكد عدد من النزلاء الأفارقة أن الدورة الخامسة من المهرجان الثقافي تعد امتدادا للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية، مضيفين أن الهدف الأساسي من تنظيم هذه التظاهرة بفضاءات الاعتقال، هو إدخال البهجة على قلوبهم، وإبراز أدوار السينما في تغيير الصورة النمطية حولهم، مع تعزيز أدوار المؤسسة السجنية فيما يتصل بتهذيب النزيل وإدماجه وتوطيد انفتاحه.
وتحت شعار (السينما الإفريقية .. جمالية تسائل عصرها) يتوخى المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، تكريس التقاليد السينمائية الإفريقية، من أجل تعزيز الإشعاع الذي يستحقه الفن السابع الإفريقي.
يشار إلى أن مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، الذي تعود دورته الأولى إلى مارس 1977، يعد أحد أقدم مهرجانات سينما بالمغرب وثالث أعرق المهرجانات بالقارة الإفريقية.