التأكيد على دور البرلمانيين الفرنكوفونيين في الإسهام في تكريس القيم الديمقراطية
دبريس
أكد البرلمانيون الفرانكفونيون، اليوم الخميس بالرباط، على ضرورة احترام مبادئ الديمقراطية لضمان السلم والاستقرار في البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية، وعلى دور البرلمانيين الفرنكوفونيين في الإسهام في تكريس القيم الديمقراطية.
وأوضح رئيس الجمعية الوطنية بكوت ديفوار، رئيس الجمعية البرلمانية للفرانكفونية، أداما بيكتوغو، خلال ترأسه لقاء-مناقشة يندرج في إطار الدورة الـ 28 للجمعية الجهوية الإفريقية التابعة للجمعية البرلمانية الفرانكفونية، التي تنعقد يومي 23 و24 يونيو بالرباط تحت شعار “الديمقراطية.. الأزمة والتحديات والرهانات لتحقيق السلم والاستقرار في إفريقيا الفرانكفونية، ودور البرلمانات الفرانكفونية”، أن البرلمانيين الفرانكفونيين يلعبون دورا مهما في ضمان احترام المبادئ الديمقراطية.
وفي هذا الصدد ، قال السيد بيكتوغو إن البرلمانيين الفرانكفونيين يتحملون مسؤولية ضمان الحكامة والاستقرار الإقليمي داخل القارة، وخصوصا في عمليات الوساطة السياسية، مشيرا إلى أن 95 بالمائة من الأزمات السياسية في إفريقيا تأتي من النزاعات الانتخابية.
من جهته، أشار سانسان تيكويتي، مكلف بمهمة داخل الجمعية البرلمانية للفرانكفونية، إلى أن مفهوم الديمقراطية مرتبط ارتباطا وثيقا بمفاهيم أخرى من قبيل الانتخابات والتناوب السياسي والحق والقانون والحرية الفردية وحرية الصحافة والأمن والمناصفة والمساواة وغيرها، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن الديمقراطية تمثل في الوقت ذاته مصلحة ذات بعدين نظري وتطبيقي.
وأوضح أنه “من الناحية النظرية، فإن بلورة مبادئ تحمل قيمة قانونية لتنظيم المجتمع تكتسي أهمية لا يمكن إنكارها، أما من الناحية التطبيقية، فإن إلزامية المبادئ الديمقراطية وظهور مجتمع جديد والعولمة خير دليل على أهمية المبادئ الديمقراطية”.
وفي هذا الاطار، قدم كمثال التجربة الإيفوارية في إرساء المبادئ الديمقراطية، قائلا: “كيف يمكن إنشاء مجتمع أو حتى أمة كوت ديفوار من دون قيم مشتركة مسنودة بالقيم والمبادئ الديمقراطية، ونحن نعلم أن كوت ديفوار تضم أزيد من 60 مجموعة عرقية لها نفس القدر من القيم الثقافية والعرفية”.
ويرى السيد بتيكويتي أن “الديمقراطية تفرض نفسها كممارسة حتمية وكونيتها يعد أمرا أكثر إلحاحا من أجل استيعاب أفضل لكل تطلعات الشعوب”.
علاوة على ذلك شدد على ضرورة الشروع في تفكير معمق حول هذه المسألة، بالنظر للانتقادات الموجهة لمبدأ الديمقراطية.
وتميز هذا اللقاء، الذي حضره رئيس مجلس النواب السيد راشيد الطالبي العلمي، بعرض تجارب مجموعة من الدول الإفريقية مثل بنين والغابون والكاميرون وغينيا والمغرب والسنغال وكوت ديفوار وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وأكد المشاركون على أن البرلمانيين الفرانكفونيين يجب أن يساهموا في ترسيخ المبادئ الديمقراطية في بلدانهم ورفع التحديات التي تواجهها إفريقيا من أجل إحلال السلم والاستقرار.
واعتبروا أن البرلمانيين مدعوون للمساهمة في تقدم الديمقراطية من خلال إرادة سياسية تتيح تحديد الخطوات الواجب اتباعها نحو التعبير الديمقراطي في أسمى معانيه، مسجلين أن احترام الديمقراطية يتطلب مؤسسات وفاعلين سياسيين يتمتعون بالمصداقية.
كما شددوا على ضرورة تعزيز السلم وترسيخ الاستقرار الإقليمي، الذي يظل رهينا باحترام المبادئ والقيم الديمقراطية.
ودعوا الجمعية البرلمانية للفرانكوفونية إلى أن تكون أكثر حضورا في جميع البلدان التي تمر بأزمات وتقوية التضامن بين دول الجمعية البرلمانية للفرانكفونية.
كما تدارس المشاركون تقرير أنشطة الجمعية الجهوية، وإعادة هيكلة مناصب المسؤولية داخل أجهزة الجمعية البرلمانية للفرانكفونية في أفق انعقاد الدورة ال 47 بكيغالي (رواندا) في شهر يوليوز المقبل.
وتعتبر الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية التي تم إحداثها في ماي 1967 بلوكسمبورغ منتدى للحوار وتقديم المقترحات وتبادل المعلومات والتجارب، حيث تضم في عضويتها عدة شعب برلمانية موزعة على القارات الخمس.
وانضم البرلمان المغربي إلى الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية سنة 1979، واحتضن أشغال بعض دورات الجمعية الجهوية لإفريقيا (الدورة ال 19 سنة 2011، والدورة ال 25 سنة 2017، والدورة ال 27 سنة 2019).